قصة سيدنا نوح عليه السلام

Feb 15, 2022 - 00:19
Sep 30, 2022 - 19:13
 0  2145
قصة سيدنا نوح عليه السلام

مقدمة:

بعد موت سيدنا إدريس عليه السلام ، بدأ الفساد ينتشر في الناس ولكنهم ظلوا علي التوحيد حتي ألف سنة بعد سيدنا آدم عليه السلام وكان فيهم الفسوق والفجور والفساد.

بداية عبادة البشر للأصنام:

بدأت عبادة البشر للأصنام بعد وفاة سيدنا آدم بألف سنة وبعد وفاة شيث وإدريس ، وكان هناك بعض الصالحين من الرجال يتقرب منهم الناس ولكنهم يفجرون بعدها.

ومن هؤلاء الأشخاص الصالحين : ودا ، سواع ، يعوق ، نسرا.

وهم من قوم نوح قبل بعثته كرسول، وعندما ماتوا اوحي الشيطان لقومهم حتي ينصبوا في مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها علامات حجرية ( نُصُب) وسموا الحجر بأسمائهم حتي لا ينسوهم وينسوا مواعظهم ولم تتم عبادتهم في الجيل الذي صنعوهم وظل الناس يعبدون الله الواحد الاحد فعندما توفي هذا الجيل الذي يعرف قصة بناء الأحجار وجاء الناس الذين كانوا يتبركون ويتمسحون بالأحجار ، واندثر العلم وزال تمت عبادة تلك الأصنام.

وورثت الأوثان التي كانت مع قوم نوح إلي العرب فيما بعد ، وصارت عبادة الأصنام هي الأصل حتي انه لم يعد هناك موحد واحد إلا سيدنا نوح عليه السلام في ذلك الوقت.

من هو النبي نوح عليه السلام:

سيدنا نوح هو حفيد سيدنا إدريس ، كان سيدنا نوح معمراً حيث عاش ما يزيد عن ألف سنة ، وفي خلال هذا الوقت انتشر الكفر والشرك  وعند ذلك الوقت تم بعث سيدنا نوح كرسول.

وكان بين سيدنا ادم و سيدنا نوح عشرة قرون والقرن مئة عام ( اي ألف سنة ) وكل هذه السنوات كانت علي الإسلام والتوحيد ولكن بعدها انتشر الكفر واختفت عبادة الله الواحد الاحد.

بعثة النبي نوح عليه السلام:

اصبح سيدنا نوح رسول الله وكان ينذر قومه بأنه لا محالة سيأتي عذاب الله الأليم لهم فذهب سيدنا نوح يحثهم علي عدم الإشراك بالله وظل يذهب إليهم ليلاً نهاراً في البيوت والإجتماعات ، كان يكلمهم منفردين او جماعات لمدة ٥٠ سنة.

ثم دعي سيدنا نوح ربه انه دعي قومه بالليل وبالنهار ، وفروا منه ، وكلما كان يدعوهم كانوا يسدون آذانهم بأصابعهم ، يغطون أنفسهم بالثياب ، استكبروا علي دعوة سيدنا نوح لهم سواء بالجهر او بالسر ، ونصحهم سيدنا نوح بأن الإيمان بالله سيفتح لهم أبواب رزق كثيرة كالأموال والبنين والحدائق ، وهناك ملك كافر رفض دعوة سيدنا نوح واتبعه الناس وعندها دعا سيدنا نوح علي الملك وعليهم .

قال الله تعالي في سورة نوح: 

( إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦۤ أَنۡ أَنذِرۡ قَوۡمَكَ مِن قَبۡلِ أَن یَأۡتِیَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ ۝ قَالَ یَـٰقَوۡمِ إِنِّی لَكُمۡ نَذِیرࣱ مُّبِینٌ ۝ أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِیعُونِ ۝ یَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَیُؤَخِّرۡكُمۡ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمًّىۚ إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَاۤءَ لَا یُؤَخَّرُۚ لَوۡ كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ۝ قَالَ رَبِّ إِنِّی دَعَوۡتُ قَوۡمِی لَیۡلࣰا وَنَهَارࣰا ۝ فَلَمۡ یَزِدۡهُمۡ دُعَاۤءِیۤ إِلَّا فِرَارࣰا ۝ وَإِنِّی كُلَّمَا دَعَوۡتُهُمۡ لِتَغۡفِرَ لَهُمۡ جَعَلُوۤا۟ أَصَـٰبِعَهُمۡ فِیۤ ءَاذَانِهِمۡ وَٱسۡتَغۡشَوۡا۟ ثِیَابَهُمۡ وَأَصَرُّوا۟ وَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ ٱسۡتِكۡبَارࣰا ۝ ثُمَّ إِنِّی دَعَوۡتُهُمۡ جِهَارࣰا ۝ ثُمَّ إِنِّیۤ أَعۡلَنتُ لَهُمۡ وَأَسۡرَرۡتُ لَهُمۡ إِسۡرَارࣰا ۝ فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارࣰا)(یُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡكُم مِّدۡرَارࣰا ۝  وَیُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَ ٰ⁠لࣲ وَبَنِینَ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتࣲ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَـٰرࣰا ۝  مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارࣰا ۝  وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا ۝  أَلَمۡ تَرَوۡا۟ كَیۡفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰ⁠تࣲ طِبَاقࣰا ۝  وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِیهِنَّ نُورࣰا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجࣰا ۝  وَٱللَّهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتࣰا ۝  ثُمَّ یُعِیدُكُمۡ فِیهَا وَیُخۡرِجُكُمۡ إِخۡرَاجࣰا ۝  وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ بِسَاطࣰا ۝  لِّتَسۡلُكُوا۟ مِنۡهَا سُبُلࣰا فِجَاجࣰا ۝  قَالَ نُوحࣱ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِی وَٱتَّبَعُوا۟ مَن لَّمۡ یَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥۤ إِلَّا خَسَارࣰا ۝  وَمَكَرُوا۟ مَكۡرࣰا كُبَّارࣰا ۝  وَقَالُوا۟ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدࣰّا وَلَا سُوَاعࣰا وَلَا یَغُوثَ وَیَعُوقَ وَنَسۡرࣰا ۝  وَقَدۡ أَضَلُّوا۟ كَثِیرࣰاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا ضَلَـٰلࣰا ۝  مِّمَّا خَطِیۤـَٔـٰتِهِمۡ أُغۡرِقُوا۟ فَأُدۡخِلُوا۟ نَارࣰا فَلَمۡ یَجِدُوا۟ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَارࣰا ۝  وَقَالَ نُوحࣱ رَّبِّ لَا تَذَرۡ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ دَیَّارًا ۝  إِنَّكَ إِن تَذَرۡهُمۡ یُضِلُّوا۟ عِبَادَكَ وَلَا یَلِدُوۤا۟ إِلَّا فَاجِرࣰا كَفَّارࣰا ۝  رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِی وَلِوَ ٰ⁠لِدَیَّ وَلِمَن دَخَلَ بَیۡتِیَ مُؤۡمِنࣰا وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا تَبَارَۢا)

نوح عليه السلام يتبعه بعض الناس ويرفض دعوته الملك الكافر وقومه:

وجد الملك الكافر ان هناك ٨٠ رجلاً وامرأة اتبعو سيدنا نوح بعد دعوتهم لعبادة الله.

ولاحظ هذا الملك المافر ان أتباع نوح ليس لديهم أي شئ ، فبدأ يعرض علي سيدنا نوح أرضاً بشرط سماحه للناس بأن يكلمهم ويدعوهم ، وأيضاً بشرط قبل الحديث معه واتباع دعوته ان يطرد المساكين والفقراء لأنهم قوم بهم مكانتهم بالمجتمع.

الملك الكافر يطلب بطرد المؤمنين الفقراء من الذين آمنوا مع نوح:

وجاء الشرط في القران الكريم ورد سيدنا نوح وذلك في سورة هود : 

(فَقَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن قَوۡمِهِۦ مَا نَرَىٰكَ إِلَّا بَشَرࣰا مِّثۡلَنَا وَمَا نَرَىٰكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِینَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا بَادِیَ ٱلرَّأۡیِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمۡ عَلَیۡنَا مِن فَضۡلِۭ بَلۡ نَظُنُّكُمۡ كَـٰذِبِینَ ۝ قَالَ یَـٰقَوۡمِ أَرَءَیۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَیِّنَةࣲ مِّن رَّبِّی وَءَاتَىٰنِی رَحۡمَةࣰ مِّنۡ عِندِهِۦ فَعُمِّیَتۡ عَلَیۡكُمۡ أَنُلۡزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمۡ لَهَا كَـٰرِهُونَ ۝ وَیَـٰقَوۡمِ لَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مَالًاۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۚ وَمَاۤ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ۚ إِنَّهُم مُّلَـٰقُوا۟ رَبِّهِمۡ وَلَـٰكِنِّیۤ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمࣰا تَجۡهَلُونَ ۝ وَیَـٰقَوۡمِ مَن یَنصُرُنِی مِنَ ٱللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمۡۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ۝ وَلَاۤ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِی خَزَاۤىِٕنُ ٱللَّهِ وَلَاۤ أَعۡلَمُ ٱلۡغَیۡبَ وَلَاۤ أَقُولُ إِنِّی مَلَكࣱ وَلَاۤ أَقُولُ لِلَّذِینَ تَزۡدَرِیۤ أَعۡیُنُكُمۡ لَن یُؤۡتِیَهُمُ ٱللَّهُ خَیۡرًاۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا فِیۤ أَنفُسِهِمۡ إِنِّیۤ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝ قَالُوا۟ یَـٰنُوحُ قَدۡ جَـٰدَلۡتَنَا فَأَكۡثَرۡتَ جِدَ ٰ⁠لَنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَاۤ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِینَ ۝ قَالَ إِنَّمَا یَأۡتِیكُم بِهِ ٱللَّهُ إِن شَاۤءَ وَمَاۤ أَنتُم بِمُعۡجِزِینَ ۝ وَلَا یَنفَعُكُمۡ نُصۡحِیۤ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ یُرِیدُ أَن یُغۡوِیَكُمۡۚ هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ ۝ أَمۡ یَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَیۡتُهُۥ فَعَلَیَّ إِجۡرَامِی وَأَنَا۠ بَرِیۤءࣱ مِّمَّا تُجۡرِمُونَ ۝ وَأُوحِیَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُۥ لَن یُؤۡمِنَ مِن قَوۡمِكَ إِلَّا مَن قَدۡ ءَامَنَ فَلَا تَبۡتَىِٕسۡ بِمَا كَانُوا۟ یَفۡعَلُونَ ۝ وَٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡیُنِنَا وَوَحۡیِنَا وَلَا تُخَـٰطِبۡنِی فِی ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ)

قوم نوح يرفضون دعوته بعد رفض طرد المؤمنين الفقراء:

وتحدي سيدنا نوح قومه بأن يقتلوه او يفعلوا معه اي شئ ولكنهم تركوه ووصل الأمر ان الناس لم تدخل في الإيمان لمئات السنين وذلك بالرغم من دعوة نوح لهم ولكن لم يستجب الا قليل.

حيث يقول الله في سورة يونس: 

(۞ وَٱتۡلُ عَلَیۡهِمۡ نَبَأَ نُوحٍ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦ یَـٰقَوۡمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَیۡكُم مَّقَامِی وَتَذۡكِیرِی بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡتُ فَأَجۡمِعُوۤا۟ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَاۤءَكُمۡ ثُمَّ لَا یَكُنۡ أَمۡرُكُمۡ عَلَیۡكُمۡ غُمَّةࣰ ثُمَّ ٱقۡضُوۤا۟ إِلَیَّ وَلَا تُنظِرُونِ ۝ فَإِن تَوَلَّیۡتُمۡ فَمَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ ۝ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّیۡنَـٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ فِی ٱلۡفُلۡكِ وَجَعَلۡنَـٰهُمۡ خَلَـٰۤىِٕفَ وَأَغۡرَقۡنَا ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَاۖ فَٱنظُرۡ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُنذَرِینَ)

الوحي يأتي لنوح بنزول العذاب:

نزل سيدنا جبريل عليه السلام لنوح وأخبره انه لن يؤمن من قومه الا من آمن منهم ، أخبره بأن هناك عذاب أليم قادم لهم.

(وَأُوحِیَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُۥ لَن یُؤۡمِنَ مِن قَوۡمِكَ إِلَّا مَن قَدۡ ءَامَنَ فَلَا تَبۡتَىِٕسۡ بِمَا كَانُوا۟ یَفۡعَلُونَ ۝ وَٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡیُنِنَا وَوَحۡیِنَا وَلَا تُخَـٰطِبۡنِی فِی ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ)

نوح يدعوا علي قومه الكافرين بالموت : 

حيث قال الله تعالى في سورة نوح : 

قَالَ نُوحࣱ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِی وَٱتَّبَعُوا۟ مَن لَّمۡ یَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥۤ إِلَّا خَسَارࣰا ۝  وَمَكَرُوا۟ مَكۡرࣰا كُبَّارࣰا ۝  وَقَالُوا۟ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدࣰّا وَلَا سُوَاعࣰا وَلَا یَغُوثَ وَیَعُوقَ وَنَسۡرࣰا ۝  وَقَدۡ أَضَلُّوا۟ كَثِیرࣰاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا ضَلَـٰلࣰا ۝  مِّمَّا خَطِیۤـَٔـٰتِهِمۡ أُغۡرِقُوا۟ فَأُدۡخِلُوا۟ نَارࣰا فَلَمۡ یَجِدُوا۟ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَارࣰا ۝  وَقَالَ نُوحࣱ رَّبِّ لَا تَذَرۡ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ دَیَّارًا ۝  إِنَّكَ إِن تَذَرۡهُمۡ یُضِلُّوا۟ عِبَادَكَ وَلَا یَلِدُوۤا۟ إِلَّا فَاجِرࣰا كَفَّارࣰا ۝  رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِی وَلِوَ ٰ⁠لِدَیَّ وَلِمَن دَخَلَ بَیۡتِیَ مُؤۡمِنࣰا وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا تَبَارَۢا)

نوح عليه السلام يوحي اليه بصنع السفينة: 

واتي الوحي لسيدنا نوح ، يبلغه ان غضب الله حل ععلي قومه من الذين كفروا منهم وسيتم حدوث الطوفان وسيغرقون ، وممنوع النقاش ، وجاء وحي الله ونزل الحديد وصنعت منه المسامير .

واستغرب قومه منه انه ترك الدعوة لله وبدأ صنع سفينة فبدءوا يستهزئون به ويقولون "يا نوح اصرت نجارا بعد ان كنت نبيا؟"، "يا نوح اتصنع سفينه على جبل هل انت مجنون" ، وبدأت السخرية تزداد وذكرت في القرآن الكريم في سورة هود : 

(وَیَصۡنَعُ ٱلۡفُلۡكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَیۡهِ مَلَأࣱ مِّن قَوۡمِهِۦ سَخِرُوا۟ مِنۡهُۚ قَالَ إِن تَسۡخَرُوا۟ مِنَّا فَإِنَّا نَسۡخَرُ مِنكُمۡ كَمَا تَسۡخَرُونَ ۝ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن یَأۡتِیهِ عَذَابࣱ یُخۡزِیهِ وَیَحِلُّ عَلَیۡهِ عَذَابࣱ مُّقِیمٌ)

وصف سفينة نوح:

عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال "نجر نوح السفينة بجبل دور ومن ثم ظهر الطوفان، كان طول السفينة ٣٠٠ ذراع ، ذراع بطول ذراع جدنا نوح عليه السلام في ذلك الوقت اي مثل طول ذراع آدم عليه السلام اي ما يعادل بقياسنا الحالي طول ٢٠٠٠ متر وعرض ١٠٠٠ متر اي ان مساحتها ٢ مليون متر مربع وتتكون من ٣ طوابق اي أن مساحتها الإجمالية ١٥٠٠ فدان وكان ارتفاعها ٥٠ متر اي ان ارتفاعها كإرتفاع بناية مكونة من ١٨ طابق ، صنعت سفينة نوح من مادة واحدة وهي الخشب كما قال الله تعالي " وحملناه علي ذات ألواح ودسر" ، وكانت سفينة سيدنا نوح مغطاة من فوق لحمايتها من المطر والطوفان الشديدين ولكي لا تغرق السفينة ، 

ولا تزال هذه السفينة موجودة حتي يومنا هذا حيث اكتشفت علي جبل في تركيا منقسمة لنصفين بنفس هذا الوصف وهذا تحقيق لقول الله عز وجعل انه سيتركها آية حيث قال (وَلَقَد تَّرَكۡنَـٰهَاۤ ءَایَةࣰ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرࣲ)

وهناك فيلم فيديو يصور هذا الإكتشاف.

ثم جاء الطوفان بأمر من الله وأعطي علامة لنوح اذا ظهرت يعني هذا انه حان وقت الطوفان ويجب علي سيدنا نوح ان يحمل من آمن معه من المؤمنين وأهله و زوجين من الدواب وكانت هذه العلامة هي ثوران التنور ، وقد اختلف تفسير العلماء في معني التنور فبعضهم قالوا انه انفجار ينابيع من الأرض ولكن الرأي الأرجح من الروايات أنه مكان لصنع الخبز تخرج منه النار.

وكان في بيت سيدنا نوح تنور فقال الله سبحانه اذا خرج من هذا التنور ماء احمل علي السفينة من آمن معك من المؤمنين وأهلك و زوجين من الدواب.

(حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِیهَا مِن كُلࣲّ زَوۡجَیۡنِ ٱثۡنَیۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَیۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَاۤ ءَامَنَ مَعَهُۥۤ إِلَّا قَلِیل) وهكذا رأي نوح العلامة حيث بدأ الماء يخرج من التنور فتوجه فوراً للسفينة في الجبل وذلك بعيداً عن الناس ولكنها كانت قرب القرية واذ بحيوانات الأرض ، دواب الأرض مصطفة حول السفينة تنتظر أمر الركوب وكان موجود زوجين من كل حيوان حيث أتي 

الله بها من جميع أنحاء الأرض بأمر الله أتت للسفينة 

واصطفت تنتظر الركوب.

وبدأ نوح بالركوب وتوزيع الحيوانات في السفينة.

ركوب سيدنا نوح والمؤمنين والحيوانات :

عند ركوب السفينة جاء أمر الله بهلاك من في الأرض وما عليها وعندها تمت فتح ابواب السماء والأرض فقال الله (فَفَتَحۡنَاۤ أَبۡوَ ٰ⁠بَ ٱلسَّمَاۤءِ بِمَاۤءࣲ مُّنۡهَمِرࣲ ۝ وَفَجَّرۡنَا ٱلۡأَرۡضَ عُیُونࣰا فَٱلۡتَقَى ٱلۡمَاۤءُ عَلَىٰۤ أَمۡرࣲ قَدۡ قُدِرَ)

فنزل مطر شديد وتفجرت كل عيون الأرض فألتقي الماء الذي في الارض والذي في الأرض وقد حسبها الله سبحانه وتعالي تقديرا مظبوطاً.

وبدأ الناس يغرقون والحيوانات والدواب كلٌ بدأ يغرق حيث يقول الله عز وجل (وَلَقَدۡ نَادَىٰنَا نُوحࣱ فَلَنِعۡمَ ٱلۡمُجِیبُونَ ۝ وَنَجَّیۡنَـٰهُ وَأَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلۡكَرۡبِ ٱلۡعَظِیمِ ۝ وَجَعَلۡنَا ذُرِّیَّتَهُۥ هُمُ ٱلۡبَاقِینَ ۝ وَتَرَكۡنَا عَلَیۡهِ فِی ٱلۡـَٔاخِرِینَ ۝ سَلَـٰمٌ عَلَىٰ نُوحࣲ فِی ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝ إِنَّا كَذَ ٰ⁠لِكَ نَجۡزِی ٱلۡمُحۡسِنِینَ ۝ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ۝ ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡـَٔاخَرِینَ)

قوم نوح العصاة يغرقون: 

كل الناس غرقت حيث قال الله (إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلۡمَاۤءُ حَمَلۡنَـٰكُمۡ فِی ٱلۡجَارِیَةِ ۝ لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةࣰ وَتَعِیَهَاۤ أُذُنࣱ وَ ٰ⁠عِیَةࣱ)

وظل الماء يزداد ويزداد حتي غرقت كل المدن والقري، وغرق جميع البشر وظل الماء في إرتفاع حتي أصبح كما في الوصف أعلي من أعلي قمة جبل في العالم ب ١٥ متراً حتي الجبال غرقت ولذلك لعظمة وقدر المياه قال تعالي (وَهِیَ تَجۡرِی بِهِمۡ فِی مَوۡجࣲ كَٱلۡجِبَالِ)

وعندما ركب سيدنا نوح السفينة بدأت ترتفع لوجود ماء تحتها حيث عمل علي رفعها.

(۞ وَقَالَ ٱرۡكَبُوا۟ فِیهَا بِسۡمِ ٱللَّهِ مَجۡرٜىٰهَا وَمُرۡسَىٰهَاۤۚ إِنَّ رَبِّی لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ)

وجاءت هذه السفينة رحمة من عند الله ، وجاء بعدها وحي من السماء انه عند استواء سيدنا نوح واللذين معه علي السفينة ان يقولوا الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين (وَقُل رَّبِّ أَنزِلۡنِی مُنزَلࣰا مُّبَارَكࣰا وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلۡمُنزِلِینَ)

وقد وعد الله سبحانه وتعالى انه سينجي أهل نوح جميعا وفعلا قد حدث ونجو جميعا الا ابنه. 

موت زوجة نوح الكافرة وبقاء زوجته الصالحة المؤمنة معه: 

زوجة سيدنا نوح الصالحة كانت معه علي السفينة اما زوجته الكافرة التي ذكرت في القرآن (ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱمۡرَأَتَ نُوحࣲ وَٱمۡرَأَتَ لُوطࣲۖ كَانَتَا تَحۡتَ عَبۡدَیۡنِ مِنۡ عِبَادِنَا صَـٰلِحَیۡنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمۡ یُغۡنِیَا عَنۡهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَیۡـࣰٔا وَقِیلَ ٱدۡخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّ ٰ⁠خِلِینَ)

[سورة التحريم 10]

وهذه الكافرة كانت قد ماتت وأبدله الله خيراً منها وركبت معه الفلك.

ابن سيدنا نوح عليه السلام كنعان يرفض ان يأتي مع أبيه: 

كان مع سيدنا نوح علي السفينة جميع أولاده إلا ولداً واحداً يسمي كنعان وكان كافراً فناداه سيدنا نوح عليه السلام ( وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُۥ وَكَانَ فِی مَعۡزِلࣲ یَـٰبُنَیَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ ۝ قَالَ سَـَٔاوِیۤ إِلَىٰ جَبَلࣲ یَعۡصِمُنِی مِنَ ٱلۡمَاۤءِۚ )

[سورة هود 42 - 43]

كان بينه وبين السفينة مسافة ورفض ان يركب مع ابيه وقال ان هناك جبال لم تتدمر وأنه سيسبح ويأوي إليها فكان رد سيدنا نوح عليه (قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡیَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَیۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِینَ)

فجاءت موجة عظيمة وابتلعته.

نوح يدعوا ربه ان ينجي ابنه:

كان الله قد وعد سيدنا نوح بأن ينجي أهله كلهم ولكن ابنه قد غرق وبدأ يناجي الله ويقول (وَنَادَىٰ نُوحࣱ رَّبَّهُۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِی مِنۡ أَهۡلِی وَإِنَّ وَعۡدَكَ ٱلۡحَقُّ وَأَنتَ أَحۡكَمُ ٱلۡحَـٰكِمِینَ)

[سورة هود 45]

الحكم لك يا الله وسيدنا نوح لم يعترض علي قضاء الله ولكنه يستفسر يأن الله قد وعده بأن ينجي جميع أهله وإن وعدك يا الله هو حق وانت تحكم بما تشاء وانا راضٍ بكل ما تحكم به.

فكان الرد من الله سبحانه (قَالَ یَـٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَیۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَیۡرُ صَـٰلِحࣲۖ فَلَا تَسۡـَٔلۡنِ مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّیۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَـٰهِلِینَ)

[سورة هود 46]

انقطع نسبك به عند كفره، فالكفر يقطع الأنساب فعلاقة المؤمن بالمؤمن أكبر من العلاقة بين الأخ وأخيه من صلبه ولكنه كافر، الأخوة الحقيقة يتم بناؤها عن الإيمان وتنقطع عند الكفر.

رفض الله العفو عن ابن سيدنا نوح:

قالها الله تعالي لنوح ان ابنه ليس من اهله انه عمل غير صالح وذلك لكفره فخرج من الصلة بأبيه وأهله فالكافر لا يرث المؤمن ، فقد صار مثالاً للعمل الغير صالح حتي أصبح هو نفسه عمل غير صالح.

وأكمل الله تعالي لنوح (فَلَا تَسۡـَٔلۡنِ مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّیۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَـٰهِلِینَ)

اتسأل يا نوح هذا السؤال وتخطئ هذا الخطأ ؟

اتنسي ان العقيدة هي أساس العلاقات ؟ 

فتاب سيدنا نوح بعدها وقال (قَالَ رَبِّ إِنِّیۤ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَیۡسَ لِی بِهِۦ عِلۡمࣱۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِی وَتَرۡحَمۡنِیۤ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ)

[سورة هود 47]

ولم يعصي سيدنا نوح ربه ابدا ولم تحسب عليه إلا أنه سأل ربه في إبنه.

جميع الكائنات تغرق وتموت الا ما أراد الله النجاة لهم: 

غرقت الأرض وماتت الحياة بأنواعها البشر والدواب والحيوانات والطيور كلهم ماتوا إلا الحياة البحرية عاشت ولم يعش أي شئ إلا من كان علي السفينة، وعلي حسب رواية ابن عباس فلقد ظل نوح وقومه ومن معهم علي السفينة ٦ أشهر وفي روايات اخري انهم نزلوا من السفينة في يوم عاشوراء (١٠ من محرم) وهنالك روايات تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم صام ذلك اليوم لأنه اليوم الذي أنجي الله فيه سيدنا نوح ومن معه.

ما حدث بعد نهاية الطوفان: 

انتهي الطوفان بأمر من الله سبحانه وتعالى حيث قال (وَقِیلَ یَـٰۤأَرۡضُ ٱبۡلَعِی مَاۤءَكِ) فابتلعت الأرض الماء وانخفض منسوب المياه.

( وَیَـٰسَمَاۤءُ أَقۡلِعِی وَغِیضَ ٱلۡمَاۤءُ وَقُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِیِّۖ وَقِیلَ بُعۡدࣰا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ)

[سورة هود 44]

ثم رست السفينة علي جبل ولم ترسي علي وادي او شاطئ.

وجاء النداء لسيدنا نوح بالنزول من السفينة (قِیلَ یَـٰنُوحُ ٱهۡبِطۡ بِسَلَـٰمࣲ مِّنَّا وَبَرَكَـٰتٍ عَلَیۡكَ وَعَلَىٰۤ أُمَمࣲ مِّمَّن مَّعَكَۚ وَأُمَمࣱ سَنُمَتِّعُهُمۡ ثُمَّ یَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِیمࣱ)

[سورة هود 48]

أي سيأتي بعدك أمم سنمتعهم ويكفرون ونصيبهم بعذاب لا يقل ألماً عن هذا الألم.

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

بعد ما تقرأ المقالة تقدر تختبر معلوماتك عن قصة سيدنا نوح عليه السلام من خلال الضغط هنـــــــــــــا

What's Your Reaction?

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow