قصة أبو البشر سيدنا آدم -عليه السلام-

مقدمة:
اول مخلوق على وجه الارض واول من كرمه الله وكان نبياً من انبياء الله تعالى وكان يمثل كل نوازع الانسان في القوه والنسيان وقله العقل هو أبو البسر سيدنا آدم -عليه السلام- وسنتعرض لقصته بصوره جميله مفصله في هذا المقال:

ما كان يوجد قبل خلق الكون:
كان يوجد الله تعالى ولا احد غيره سبحانه و اول ما خلقه الله كان القلم ثم اللوح المحفوظ فكتب القلم على اللوح المحفوظ ثم بعدها تم خلق الخلائق في السماوات والارض وهكذا.

موعد خلق سيدنا آدم عليه السلام:
وفق الاحاديث النبويه الشريفه فإن ترتيب الخلق كالاتي
خلق الله التربه يوم السبت، و خلق الله الجبال يوم الاحد،ثم خلق الشجر يوم الاثنين،وخلق الميكروبات والجراثيم والكائنات الدقيقه يوم الثلاثاء،وخلق النور يوم الاربعاء،وبس في الدواب الحياه يوم الخميس ، و خلق سيدنا آدم يوم الجمعة وذلك بين العصر والمغرب في اخر ساعه من ساعات يوم الجمعه المبارك فكانت هذه الساعه من اعظم ساعات يوم الجمعه والتي يكون فيها الدعاء مستجاباً.

ما خُلق قبل آدم (الملائكة وابليس والجان):
قبل خلق ادم عليه السلام خلق الله سبحانه وتعالى كائنات من نور تسبح بحمده وتستغفره في كل وقت وحين ، وجاء في الحديث الصحيح ان الله تعالى خلق الملائكه من نور وخلق الجان من نار وخلق ادم عليه السلام مما وصف لهم.
فتم خلق الملائكه اولا من نور ثم بعدها جاء خلق الجان من مارج من نار (طرق اللهب) حيث قال الله تعالي :
(قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ)
[سورة ص 76]
وقال :
(وَٱلۡجَاۤنَّ خَلَقۡنَـٰهُ مِن قَبۡلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ)
[سورة الحجر 27]
حيث ان هذا هو أصل خلق الجن، وقد لعن الله ابليس من الجن ، ( إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ)
[سورة الكهف 50]
و يقول الحسن البصري بان ابليس لم يكن من الملائكه طرفه عين.
كان يسكن قبل ادم في الارض الجن وكان ويسفكون الدماء فبعث الله جندا من الملائكه اليهم فقاتلوهم وطردوهم الى جزائر البحور وذلك قبل خلق ادم ب 2000 سنه و جزائر البحور هي مراكز الجن الرئيسيه وجاءت الاحاديث الشريفه تشير الى ان لإبليس عرش وعرشه على الماء في مكان الماء على الارض و ابليس هو رئيس الجن.

رسالة آدم عليه السلام:
قال سبحانه وتعالى: (وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ)
[سورة الذاريات 56]
بدأت القصه قبل خلق سيدنا ادم بحوار العظيم بين الله سبحانه وتعالى وبين الملائكه عليهم السلام وذلك كما جاء في القران حيث قال الله تعالى : (وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی جَاعِلࣱ فِی ٱلۡأَرۡضِ خَلِیفَةࣰۖ)
[سورة البقرة 30]
اي ان الله خالقُ مخلوقات تَخلفُ الارض وتتكاثر وتعمر فيها.
والجن اقل شاناً من ان يعمروا الارض واقل عقلاً حيث يقول العلماء ان أعقل الجن يكون بعقل صبي عمره 10 سنوات.
وعندما قال لهم الله انه سيخلق بشرا يعمر الارض فكان رد الملائكه كالتالي :( قَالُوۤا۟ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ)
[سورة البقرة 30]
ولم يكن هذا الرد اعتراضاً على اوامر الله فالملائكه لا تعصي الله عز وجل ابدا بل هم عباد طائعون عابدون لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ولكنهم قالوا ذلك استفساراً حيث انهم رأو ما قد صنع الجن في الارض بعد ما اعطاهم الله الخلافة فخاف الملائكه ان يفسد البشر في الارض كما افسد الجن فيها وخاف الملائكة من ان يكونوا مقصرين في عبادة الله فقالوا *ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك"

فكان رد الله عليهم ان قال لهم ( قَالَ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ)
[سورة البقرة 30].

مما خُلق آدم:
قد امر الله تعالى تربه من الارض وذلك على حسب الحديث الصحيح ان الله خلق ادم من قبضه قبضها من جميع الارضي بواسطه الملائكه فجاء بنو ادم على قدر الارض حيث جاء منهم الابيض والاحمر والاسود وبين ذلك وقد جاء منهم ايضا الخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك في اشكال والوان و طبائع مختلفه و ذلك لإختلاف الارض بخلقتها.
في البدايه كان بنو ادم من التراب ثم الطين يقول الله تعالى (إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی خَـٰلِقُۢ بَشَرࣰا مِّن طِینࣲ)
[سورة ص 71]
فالطين هو تراب ولكنهم مبلل ثم تم بل الطين اكثر فبدا هذا الطين يتلاصق فشكله الله بيديه الكريمتين عز وجل وقد جاء هذا في الايه ( لِمَا خَلَقۡتُ بِیَدَیَّۖ )
[سورة ص 75]
ولم يتدخل الملائكه في خلق سيدنا ادم بل خلقه الله بنفسه سبحانه ساخنه فشكله على هيئه تمثال هو ترك الطين مده فصار الطين صلصال اسود كالفخار والصلصال تركي حتى اصبح لونه اسود ومع جفافه صار الحمأ المسنون كما جاء في الآية الكريمة
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی خَـٰلِقُۢ بَشَرࣰا مِّن صَلۡصَـٰلࣲ مِّنۡ حَمَإࣲ مَّسۡنُونࣲ)
[سورة الحجر 28]
وفي الحديث الشريف فان الله ترك ادم ولم ينفخ فيه الروح وعندما راي ابليس خلق ادم وكانا جوفا من الداخل عارفه انه لا يتمالك نفسه وليس به اي قوي.
شكل آدم عليه السلام بعد الخلق :
ده كله الاحاديث النبويه ان الله قد خلق ادم بطول 60 ذراعا ولا زال الخلق ينقص منذ ذلك الزمان اهل الجنه تي كلهم سيكون في طول سيدنا ادم عندما خلق ان شاء الله.
مروه الملائكه على سيدنا ادم وهو على هيئه صلصال واخاف ابليس من الصلصال لانه يشبه الفخار فقال عندها : لامر ما خلقت ، ثم يدخل من فمه ويخرج من مؤخرته فقال للملائكة لا تخافوا من هذا لئن سلطت عليه لأُهلكنه ، ولئن سُلط علي لأعصينه.
لقد تعجب ابليس من خلق ادم عليه السلام ومن ساعتها وقعت العداوه عنده ضد سيدنا ادم عليه السلام ثم بعدها نفخ الله تعالى الروح في ادم.
نفخ الروح في جسم آدم الصلصال وتحوله للصورة البشرية:
في الحديث عن تفصيل نفخ الروح في ادم عليه السلام عندما نفخ الله تعالى الروح في سيدنا ادم دخلت الروح في راسه فعطس فقالت الملائكه له قل الحمد لله فقال الله عز وجل رحمك ربك، ومعنى ذلك انه قبل ان تكتمل الروح في سيدنا ادم نزلت عليه رحمه الله ، وعندما وصلت الروح الى عيني سيدنا ادم عليه السلام نظر الى في ثمار الجنه ولما وصلت الروح الى جوفه اشتهي تلك الثمار وقبل وصول الروح الى رجليه اشتهي الطعام فوثب اي قفز وقبل بلوغ الروح رجليه تعجل الى ثمار الجنه.
مسح الله على ظهر سيدنا ادم فخرج من ظهره ذريته الى يوم القيامه.