قصه سيدنا صالح عليه السلام

Feb 16, 2022 - 01:11
Mar 18, 2022 - 00:01
 0  72

بعد ان توفى الله سيدنا هود عليه السلام ومرت الايام وعاد الناس للذنوب وعصيان الله مره اخرى بسبب وسوسه ابليس عليه لعنه الله وبعث الله نبى كريم اخر الى الناس ليهديهم وهو نبى الله صالح عليه السلام

سيدنا صالح هو نبى عربى الاصل من احفاد قوم ثمود وهو صالح بن عبيد ابن ايساف ابن ماشح ابن عبيد ابن حاذر ابن ثمود ابن عاد ابن ارم ابن سام ابن نوح.

وقوم ثمود من بنى عاد حيث انتقل قوم ثمود من اليمن الى شمال الجزيره وعاشوا فى منطقة تدعى الحجر وهذا اسم سوره كريمه فى القرآن الكريم

حيث يقول ربنا جل جلاله: " وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80)" سورة الحجر.

من هم اصحاب الحجر

انهم قوم سيدنا صالح عليه السلام وهم قوم ثمود وقد سكنوا فى مدان صالح بالحجر وهى تقع فى شمال غرب المدينة المنورة، 380 كم شمال غرب المدينة المنورة. وصنعوا منازلهم عبر نحتها فى الجبال كما فعل قوم عاد من قبلهم حيث قد ورثوا صناعتها منهم

يقول ربا جل جلاله فى كتابه الكريم: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) سورة الفجر. جابوا الصخر: يعني اخترقوا الصخور.

ويقول تعالى: وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ ۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)} سورة العنكبوت.

اشتهر قوم ثمود بنحت بيوتهم فى الجبال

اشتهروا بنحت بيوتهم وقد ذكر ربنا فى كتابه الكريم كيف ينحتون الجبال بقوتهم الكبيره التى اعطاها الله لهم 

يقول ربنا عن قوم ثمود فى القرآن : {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ(74) } الأعراف.

فبعد قوم عاد هم الذين حكموا الارض، حيث انعم الله عليهم كما انعم على قوم عاد لعلهم يتعون و يخافوا من معصيه الله بسبب ما حدث لقوم عاد   

فيقول ربنا على لسان نبيه صالح عليه السلام: { أَتُترَكونَ في ما هاهُنا آمِنينَ(١٤٦) في جَنّاتٍ وَعُيونٍ(١٤٧) وَزُروعٍ وَنَخلٍ طَلعُها هَضيمٌ }[الشعراء: ١٤٦ - ١٤٨ ] هضيم يعني سهل الهضم أن الله أعطاهم نعمًا كثيرة

{ وَتَنحِتونَ مِنَ الجِبالِ بُيوتًا فارِهينَ(١٤٩) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطيعونِ }[الشعراء: ١٤٩ - ١٥٠ ]

لقد اعطى الله لقوم ثمود مثلما اعطى قوم عاد من قبلهم لعلهم يتعظون مما حدث لقوم عاد ولكنهم كفروا بربهم ولم يهتموا بما حصل لقوم عاد ورجعوا لعباده الاصنام مره اخرى 

بعث الله سيدنا صالح عليه السلام

ارسل الله نبيه صالح عليه السلام لقوم ثمود وقد اعطاه الله الحكمه لذلك استعانوا به وكانوا يحكمونه فى امورهم ولما طلب منهم عباده الله الواحد القهار امتنعوا ورفضوا وقالوا له يا صالح قد كنا فينا مرجوًا قبل هذا، ول يدعوهم لعباده الله وقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره وهكذا كانت دعوه جميع الرسل. { وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَاستَعمَرَكُم فيها فَاستَغفِروهُ ثُمَّ توبوا إِلَيهِ إِنَّ رَبّي قَريبٌ مُجيبٌ }[ هود: ٦١ ]

{ قالَ يا قَومِ لِمَ تَستَعجِلونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبلَ الحَسَنَةِ لَولا تَستَغفِرونَ اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ(٤٦) قالُوا اطَّيَّرنا بِكَ وَبِمَن مَعَكَ قالَ طائِرُكُم عِندَ اللَّهِ بَل أَنتُم قَومٌ تُفتَنونَ(٤٧) وَكانَ فِي المَدينَةِ تِسعَةُ رَهطٍ يُفسِدونَ فِي الأَرضِ وَلا يُصلِحونَ }[النمل: ٤٦ - ٤٨ ]

اى ان سيدنا صالح ذكرهم كما ذكر سيدنا هود قومه عاد من قبلهم ولكنهم رفضوا وتساءلوا واتهموه بالكذب وقالوا انه مسحور، وجاءوا للمؤمنين الذين آمنوا معه وسألوهم هل آمنتم بصالح قالوا " نعم " قالوا إنا باللذي آمنتم به كافرون، فظل صالح يدعوهم ويدعوهم ووصل بهم الأمر إلى أنهم بدءوا يطرودونه من بينهم.

طلب قوم ثمود من سيدنا صالح معجزة تدل على أنه رسول من عند الله

وقالوا له أنت شؤوم ابتعد عنا، فرد عليهم وقال لهم أنتم قوم تفتنون، ولما وصل الامر الى هذا الحد حذرهم سيدنا صالح وقال لهم { قالَ يا قَومِ أَرَأَيتُم إِن كُنتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبّي وَآتاني مِنهُ رَحمَةً فَمَن يَنصُرُني مِنَ اللَّهِ إِن عَصَيتُهُ فَما تَزيدونَني غَيرَ تَخسيرٍ }[ هود: ٦٣ ] أي افترضوا أنه نبي وأنتم تأمرون بالمعصية ولو عصيت الله أخسر وأنتم تخسرون فقالوا له ائت بآية وبدءوا يشترطون،  فقالوا انهم يريدون ان تنشق هذه الصخرة وتخرج منها ناقة، وبدءوا يتفننون وقال شخص من الملأ الكبير يجب ان تكون الناقة حامل بعشرة اشهر، وقال شخص اخر يجب ان يكون لونها احمر وقال اخر يجب ان يكون صوفها كثيف، ولابد ان تكون ناقة ضخمة بحيث هي تشرب من البئر يوم ونحن نشرب يوم.

تحقيق الله للمعجزة ويخلق ناقة صالح من الصخرة

فقال سيدنا صالح لهم: اذ جاءتكم هذه الآية هل تؤمنون ؟؟ قالوا بلى نؤمن فقال اجمعوا الناس، فدعوا الناس فى هذا اليوم وقام سيدنا صالح بدعاء ربنا عز وجل فتزلزلت الارض وانشقت الصخرة العملاقة امام القوم وخرجت من داخل الصخرة ناقة ضخمة اضخم من اى ناقة رأوها فى حياتهم بل انها اضخم ناقه فى العالم، وكانت تشرب وحدها مياه تكفى قرية بكاملها وكانت حامل فى شهرها العاشر وكانت على وشك انت تضع مولودها وكانت كما طلب قوم ثمود من سيدنا صالح بالوصف الذى وصفوه.

يقول ربنا عز وجل على لسان نبيه صالح :{ وَيا قَومِ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُم آيَةً فَذَروها تَأكُل في أَرضِ اللَّهِ وَلا تَمَسّوها بِسوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ قَريبٌ }[ هود: ٦٤ ]

 حدد لهم الشروط فقال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم، أنتم تشربون يوم وهي تشرب يوم، وأي أذى يصيب الناقة سيحل عليكم العذاب الشديد.

يقول الله جل جلاله : { إِنّا مُرسِلُو النّاقَةِ فِتنَةً لَهُم فَارتَقِبهُم وَاصطَبِر(٢٧) وَنَبِّئهُم أَنَّ الماءَ قِسمَةٌ بَينَهُم كُلُّ شِربٍ مُحتَضَرٌ }[القمر: ٢٧ - ٢٨ ]

وحذرهم بألا يقوموا باى اذى للناقة فيقول الله تعالى: { فَقالَ لَهُم رَسولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقياها }[ الشمس: ١٣ ]

اي لا تعتدوا على الناقة ولا تمنعوا عنها الماء، واحذروا ان تمسوها بسوء فلما رأى القوم هذه المعجزه انقسموا لقسمين قليل من آمنوا بالله واتبعوا الرسول واما اكثرهم استمروا على عصيانهم وكفرهمبعدما رأوا المعجزة باعينهم.

تحذير النبى صالح لقوم ثمود من إيذاء الناقة وإلا وقع العذاب

يقول ربنا فى كتابه الكريم { وَما مَنَعَنا أَن نُرسِلَ بِالآياتِ إِلّا أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلونَ وَآتَينا ثَمودَ النّاقَةَ مُبصِرَةً فَظَلَموا بِها وَما نُرسِلُ بِالآياتِ إِلّا تَخويفًا }[ الإسراء: ٥٩ ]

أي انه بعدما رأوا المعجزة التى طلبوها ورغم انها جاءت على ما وصفوا ولكنهم ظلموا واصروا على كفرهم وعنادهم ، وولدت الناقة وجاء ولدها على شكلها ولم يكن سحر بل عاشت بينهم فترة طويلة.

وظلت الناقة معهم يشربون من البئر يوما وياخذون ما يحتاجونة من الماء لليوم الثانى وكانت الناقه هى وابنها فى اليوم الثانى تقبل على البئر ويشربان منه طول اليوم، وكانوا يحلبونها وهى تشرب من البئر ويشربون منها وكانت تكفيهم جميعا فكانت نعمة لهم لو امنوا ولكنهم كفروا، وتشاوروا بينهم على التخلص من الناقة لانهم يخافون من ان يتبع الناس سيدنا صالح وكانوا يقولون انها تجعلهم لا يمسون الماء يوما كاملولا بد لهم ان ينتظروها واذا مشت فى الحقول تخاف منها الإبل والاغنام واختاروا رجل منهم لكى يقتلها وقد قال المؤرخون انه يدعى قدار بن سالف ابن جذع.

خطة قوم ثمود للتخلص من الناقة خوفا على ملكهم

اتفق قوم ثمود مع قدار على قتل الناقة وبذلك يكون قتل الناقة بالاتفاق وليس بسبب شخص واحد.

كما قال الله تعالى: { فَنادَوا صاحِبَهُم فَتَعاطى فَعَقَرَ }[ القمر: ٢٩ ]

فنادت ثمود صاحبهم بالحض على عقرها فتناول الناقة بيده فعقرها. 

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " هو أشقى الأولين"، وذكره الله في القرءان الكريم في الآية السابقة وذكره مرة أخرى { إِذِ انبَعَثَ أَشقاها }[ الشمس: ١٢ ] ( إذ انبعث أشقاها ) أي : أشقى القبيلة ، هو قدار بن سالف عاقر الناقة ، وهو الذي قال تعالى : { فَنادَوا صاحِبَهُم فَتَعاطى فَعَقَرَ }[ القمر: ٢٩ ] . وكان هذا الرجل عزيزا فيهم ، شريفا في قومه ، نسيبا رئيسا مطاعا.

اتفاق 9 من الشباب على قتل الناقة مع قدار

وجاء بصاحب آخر له فاتفقا على قتل الناقة ثم كان هو وصاحبه لهما مجلس خمور وفساد مع مجموعة من اصحابه فكان عددهم 9 اشخاص تشاوروا في قتل الناقة، واتفقوا على مساعدته، وتشاوروا مع الناس وأيدوهم في ذلك.

{ وَكانَ فِي المَدينَةِ تِسعَةُ رَهطٍ يُفسِدونَ فِي الأَرضِ وَلا يُصلِحونَ }[ النمل: ٤٨ ]

يخبرنا الله عز وجل عن طغاة قوم ثمود الذين دعوا قومهم الى الضلالة والشرك بالله تعالى وتكذيب سيدنا صالح ، حتى انه قد طاوعتهم نفسهم ان يعقروا الناقة، وحاولوا قتل سيدنا صالح ايضا، بأن يبيتوه في أهله ليلا فيقتلوه غيلة ، ثم يقولوا لأوليائه من أقربيه : إنهم ما علموا بشيء من أمره ، وإنهم صادقون فيما أخبروهم به ، من أنهم لم يشاهدوا ذلك، فقال تعالى : ( وَكانَ فِي المَدينَةِ ) أي : مدينة ثمود ، ( تِسعَةُ رَهطٍ ) أي : تسعة نفر ، ( يُفسِدونَ فِي الأَرضِ وَلا يُصلِحونَ ) وإنما غلب هؤلاء على أمر ثمود ; لأنهم كانوا كبراء فيهم ورؤساءهم.

كيف قتل قوم ثمود ناقة سيدنا صالح

ذهب التسة شباب ليقتلوا الناقة بعد ان تشرب وهى ى طريقها للجبل التى تسكن فيه ، انتظروها فى الطريق وعندما وصلت امرهم قدار بالهجوم على الناقة فلما هجموا عليها خافوا وقاموا بالهروب فضحك عليهم قدار وتقدم ناحيتها ليضربها فى رجلها فعقرها ومعنى العقر هو كسر الرجل. فكسر رجلها فسقطت فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر أي كسرها.

يقول ربنا فى كتابه الكريم :{ فَكَذَّبوهُ فَعَقَروها فَدَمدَمَ عَلَيهِم رَبُّهُم بِذَنبِهِم فَسَوّاها }[ الشمس: ١٤ ]

ويقول تعالى: { فَعَقَرُوا النّاقَةَ وَعَتَوا عَن أَمرِ رَبِّهِم وَقالوا يا صالِحُ ائتِنا بِما تَعِدُنا إِن كُنتَ مِنَ المُرسَلينَ }[ الأعراف: ٧٧ ]

يعني انهم بعدما كسروا رجل الناقة، وبعدما هرب ابن الناقة تبعوه واحاطوه فأصدر صوت عالى ثلاث مرات فقاموا بقتلة، واجتمع قوم ثمود يقطعون اللحم ويأكلون من الناقة والكل قد شارك فى هذه الجريمة الا من آمن بسيدنا صالح ورفضوا ذلك.

تحدى قوم ثمود سيدنا صالح بأن ينزل عليهم العذاب

وعندما جاء الخبر الى سيدنا صالح عليه السلام. يقول الله عز وجل: "{ فَعَقَروها فَقالَ" يعني صالح " فَقالَ تَمَتَّعوا في دارِكُم ثَلاثَةَ أَيّامٍ ذلِكَ وَعدٌ غَيرُ مَكذوبٍ ".  يعنى ان امامهم ثلاثة ايام فقط وكلهم هالكون.

اجتمع الناس ليتناقشوا فى تحذير سيدنا صالح لهم حينه قالوا: ( نقتل صالح مع الناقة ) وبدأوا على قتل النبى صالح عليه السلام 

يقول ربنا فى القرآن الكريم: { قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [ النمل: ٤۹ ]

فبعدما قتلوا الناقه اذ هم يتآمرون على قتل رسول الله صالح. واستعدوا وجهزوا الرهط التسعة ومعهم من يساعدهم واتجهوا الى منزل سيدنا صالح ليحطموه ويقتلوا الرسول ومن آمن به من القوم، يقول ربنا جل جلاله: { وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٠) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥٢) وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٥٣)} سورة النمل ].

اول عقاب وقع على الشباب التسعة وتم تدميرهم واهلهم كلهم لانهم ارادوا ان يقتلوا سيدنا صالح عليه السلام ثم بدء العذاب. هرب سيدنا صالح ومن آمن بالله معه من قرية الحجر فى الليله التى دمر الله عز وجل اعداءه.

اصبح الناس بمشهد عجيب فى اول ايام الانذار، كل وجوههم صفراء وبدءوا يبكون، ثم فى ثانى ايام الانذار انقلبت وجوههم فإذا هى حمرا اللون، وفى ثالث ايام الانذار اصبحت وجوههم كلهم سةداء فاخذوا يصيحون ويبكون ومنهم من حفر قبرة لانهم عرفوا ان الانذار حق ولا مفر منه وهم هالكين لا محاله.  

ولم يأتهم عذاب واحد كما حدث لقوم عاد او قوم سيدنا نوح انما آتهم الله اصناف كثيره من العذاب بما كفروا وكذبوا ولانهم كفروا بعد ان جاءتهم آيه على شروطهم.

بدأ العذاب بومئذ بالرجفة اى الزلازل ووقعوا جميعهم على ارجلهم، ثم بدأت الصواعق تنزل عليهم، ثم انهى الله الامر بصيحة اهلكتهم اجمعين.

يقول ربنا سبحانه وتعالى : { وَفي ثَمودَ إِذ قيلَ لَهُم تَمَتَّعوا حَتّى حينٍ(٤٣) فَعَتَوا عَن أَمرِ رَبِّهِم فَأَخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُ وَهُم يَنظُرونَ(٤٤) فَمَا استَطاعوا مِن قِيامٍ وَما كانوا مُنتَصِرينَ }[الذاريات: ٤٣ - ٤٥ ].

يقول الله عز وجل : { إِنّا أَرسَلنا عَلَيهِم صَيحَةً واحِدَةً فَكانوا كَهَشيمِ المُحتَظِرِ }[ القمر: ٣١ ].

قال تعالى: { وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ }[ هود: ٦٧ ].

الله ينجي النبي صالح ومن معه ويتم تدمير قوم ثمود

انجى الله سيدنا صالح ومن معه من المؤمنين ودمر قوم ثمود جميعا.

{ فَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا صالِحًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَمِن خِزيِ يَومِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزيزُ }[ هود: ٦٦ ]

وبقيت آثارهم إلى اليوم من يمر في شمال غرب المدينة يرى مساكنهم في مدائن صالح.

{ فَتِلكَ بُيوتُهُم خاوِيَةً بِما ظَلَموا إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَعلَمونَ(٥٢) وَأَنجَينَا الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ }[النمل: ٥٢ - ٥٣ ]

وقد ترك الله مساكنهم لتكون عبره للناس وقد هاجر سيدنا صالح من هذا المكان.

{ فَتَوَلّى عَنهُم وَقالَ يا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسالَةَ رَبّي وَنَصَحتُ لَكُم وَلكِن لا تُحِبّونَ النّاصِحينَ }[ الأعراف: ٧٩ ]

وفاة سيدنا صالح عليه السلام في مدينة الرملة في فلسطين

هاجر سيدنا صالح ومن اسلم معه من القوم وعائلته إلى فلسطين الأرض المباركة وسكن في مدينة الرملة وتوفى هناك عليه السلام.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في طريقه إلى غزوة تبوك مر على مدائن صالح فذهب بعض الصحابة فأخذوا الماء من آبار مدائن صالح، وأخذوا بعض الأواني فامر النبي صلى الله عليه وسلم بأن تكسر الأواني، وكل طعام صنع من ماءهم أن يرمى وأمر بألا يدخل أحد على هؤلاء المعذبين إلا ويبكي.

أي لا يمكن الذهاب إلا وتتذكر قدرة الله عز وجل وجبروته الذي تبدى في هؤلاء، وفي رواية أخرى فإن لم تبكوا فتباكوا ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدًا لثمود.

وهكذا انتهت قصة قوم ثمود مع سيدنا صالح التي ذكرت في القرءان أكثر من 26 مرة موعظة وذكرى للمؤمنين وعاش الناس ورجع الايمان مرة أخرى ثم بدء الانحراف من جديد وجاءت وسوسة الشيطان من جديد وانتشر الكفر في فلسطين والعراق والجزيرة ومصر وبعث الله تعالى في هذه المرة نبي هو من أعظم الأنبياء من أولي العزم من الرسل أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام.

What's Your Reaction?

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow