قصة أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام الجزء الثالث

Feb 20, 2022 - 06:29
Mar 18, 2022 - 00:06
 0  303
قصة أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم  وسيدنا إسماعيل عليهما السلام الجزء الثالث

بعد ان فدي الله سبحانه وتعالى سيدنا اسماعيل عليه السلام بالذبح ، بُشر سيدنا ابراهيم عليه السلام بإبنه الثاني سيدنا اسحاق عليه السلام وليكون أيضاً نبياً من الصالحين وذلك بعد رجوعه إلي فلسطين وإكراماً للسيدة سارة عليها السلام التي لم تكن تنجب.

وآية (وَبَشَّرۡنَـٰهُ بِإِسۡحَـٰقَ نَبِیࣰّا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ)

[سورة الصافات 112]

جاءت بعد قصة الذبح اي أن الذبيح كان يقصد به سيدنا اسماعيل وليس سيدنا اسحاق كما فسر بعض المفسرين تأثرا بالإسرائيليات.

ذهاب الملائكة الي بيت سيدنا ابراهيم لتبشره بإبنه إسحاق عليه السلام: 

وكان عمر سيدنا ابراهيم عندها ١٢٠ سنة عندما جاءته البشري بإسحاق وكان عمر السيدة سارة ٩٠ سنة ، ونزل ٣ ملائكة ليبشروا سيدنا ابراهيم بهذا الخبر: 

١- سيدنا جبريل عليه السلام

٢- ميكائيل 

٣- ملك الموت

وكانوا في طريقهم لتدمير قرية قوم لوط ولكنهم أتو الي سيدنا ابراهيم اولاً ونزلوا في صورة بشر وكان سيدنا ابراهيم يحب الضيوف و اكرامهم.

فسلم سيدنا ابراهيم عليهم و هنا اندهش ابراهيم لأنه لا يعرفهم وهم لا يعرفون هذه البلد وليس عليهم آثار السفر وليس معهم دواب للسفر فقال الله سبحانه وتعالي في القرآن: (إِذۡ دَخَلُوا۟ عَلَیۡهِ فَقَالُوا۟ سَلَـٰمࣰاۖ قَالَ سَلَـٰمࣱ قَوۡمࣱ مُّنكَرُونَ)

[سورة الذاريات 25]

أي قومٌ غير معروفين من أهل القرية ولا من سيدنا ابراهيم وبالرغم من ذلك أدخلهم سيدنا ابراهيم وأكرمهم.

وروي الله سبحانه وتعالى اللقاء كاملا حيث قال : (هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِیثُ ضَیۡفِ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ ٱلۡمُكۡرَمِینَ ۝ إِذۡ دَخَلُوا۟ عَلَیۡهِ فَقَالُوا۟ سَلَـٰمࣰاۖ قَالَ سَلَـٰمࣱ قَوۡمࣱ مُّنكَرُونَ ۝ فَرَاغَ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِۦ فَجَاۤءَ بِعِجۡلࣲ سَمِینࣲ ۝ فَقَرَّبَهُۥۤ إِلَیۡهِمۡ قَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ ۝ فَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِیفَةࣰۖ قَالُوا۟ لَا تَخَفۡۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَـٰمٍ عَلِیمࣲ ۝ فَأَقۡبَلَتِ ٱمۡرَأَتُهُۥ فِی صَرَّةࣲ فَصَكَّتۡ وَجۡهَهَا وَقَالَتۡ عَجُوزٌ عَقِیمࣱ ۝ قَالُوا۟ كَذَ ٰ⁠لِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِیمُ ٱلۡعَلِیمُ ۝ ۞ قَالَ فَمَا خَطۡبُكُمۡ أَیُّهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ ۝ قَالُوۤا۟ إِنَّاۤ أُرۡسِلۡنَاۤ إِلَىٰ قَوۡمࣲ مُّجۡرِمِینَ ۝ لِنُرۡسِلَ عَلَیۡهِمۡ حِجَارَةࣰ مِّن طِینࣲ ۝ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُسۡرِفِینَ ۝ فَأَخۡرَجۡنَا مَن كَانَ فِیهَا مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ۝ فَمَا وَجَدۡنَا فِیهَا غَیۡرَ بَیۡتࣲ مِّنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ ۝ وَتَرَكۡنَا فِیهَاۤ ءَایَةࣰ لِّلَّذِینَ یَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِیمَ)

[سورة الذاريات 24 - 37]

ما فعله سيدنا ابراهيم مع الملائكة:

ذبح سيدنا ابراهيم عليه السلام عجل سمين وشواه خصيصاً لضيوفه وهذا كان من كرمه وقربه منهم ، فلما رأي ايديهم لا تصل إلي الطعام خاف منهم لظنه عدم إرداتهم في تناول الطعام ، فقالوا له لا نتناول الطعام الا بثمن فقال سيدنا ابراهيم كلوه بثمن فقالوا وما ثمنه؟ فقال لهم قولوا قبل الأكل بسم الله وبعده قولو الحمد لله، فقالوا فعلاً يحق للرحمن ان يسميك خليل الرحمن.

ضحك السيدة سارة عليها السلام وتبشيرها بمولد سيدنا إسحاق عليه السلام وطول أمدها : 

فلما عرف سيدنا ابراهيم انهم من الملائكة ، قال له الملائكة ألا يخاف فإنهم رسل من الله ، وفي آية آخري انهم ارسلوا الي قوم لوط لتدميرهم.

في هذه الأثناء كانت السيدة سارة تخدم الضيوف فضحكت قبل ان يتم تبشيرها بالبشري فقال العلماء انها ضحكت بسبب سماعها لخبر هلاك قوم لوط لأنهم ملئوا الأرص فساداً.

يقول سيدنا لوط عليه السلام انه ما رأي علي الأرض قوماً أخبث من هؤلاء، لذلك عندما سمعت بهلاكم ضحكت.

(وَٱمۡرَأَتُهُۥ قَاۤىِٕمَةࣱ فَضَحِكَتۡ فَبَشَّرۡنَـٰهَا بِإِسۡحَـٰقَ وَمِن وَرَاۤءِ إِسۡحَـٰقَ یَعۡقُوبَ)

[سورة هود 71]

حيث تم تبشيرها بأنها ستلد اولا اسحاق ويطول بها العمر وتري حفيدها يعقوب اي ٣ بشارات.

رد فعل السيدة سارة بعد البشارات: 

فاندهشت السيدة سارة وقالت كيف ألد وانا عجوز وزوجي شيخ عمره كبير ، فقالت هذا شئ عجيب فرد عليها الملائكة أتعجبين من أمر الله وهو قادر علي كل شئ فرحمة الله عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد.

سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل يبنيان الكعبة المشرفة في مكة المكرمة: 

في احد المرات التي زارها سيدنا ابراهيم لسيدنا اسماعيل في مكة قال له ان الله امره بأمر ، قفال سيدنا اسماعيل إفعل ما امره الله لك ، فقال اتعينني علي ذلك فقال له نعم.

فقال إن الله أمرني ان ابني بناءً في هذا المكان لله فقال له سيدنا اسماعيل وانا معك.

حيث قال الله تعالى (وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ مَكَانَ ٱلۡبَیۡتِ أَن لَّا تُشۡرِكۡ بِی شَیۡـࣰٔا وَطَهِّرۡ بَیۡتِیَ لِلطَّاۤىِٕفِینَ وَٱلۡقَاۤىِٕمِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ)

[سورة الحج 26]

اي ان الله دله علي المكان المخصص لبناء المعبة وفي رواية أخرى فإن الملائكة هي من دلته علي مكان البناء.

أساس الكعبة هي حجارة من الجنة تحتها نور: 

وقيل في رواية انه وجد اساس الملائكة ، ولما تهدمت الكعبة في عهد قريش وجاءوا لإعادة بنائها وشارك في هذا النبي صلى الله عليه وسلم ووضع الحجر الأسود في الخلاف الذي دار في قريش.

ولما أرادوا تعميق الأساس حفروا حتي وصلوا اساس الكعبة وهو حجارة توصف بأنها خضراء مثلثة كأسنمة الجبال ومتشابكة فأرادوا تحريكها لتعميق الأساس فجاء احد الناس بمعول ووضعها تحت الحجر الأخضر فحركه ورفعه فخرج من تحته نور كاد يعمي هذا الرجل وسقط الحجر وعاد لمكانه، فقال لا تمسوه وابنوا عليه.

وقال تعالي : (وَأَذِّن فِی ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ یَأۡتُوكَ رِجَالࣰا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرࣲ یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِیقࣲ ۝ لِّیَشۡهَدُوا۟ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِیمَةِ ٱلۡأَنۡعَـٰمِۖ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡبَاۤىِٕسَ ٱلۡفَقِیرَ ۝ ثُمَّ لۡیَقۡضُوا۟ تَفَثَهُمۡ وَلۡیُوفُوا۟ نُذُورَهُمۡ وَلۡیَطَّوَّفُوا۟ بِٱلۡبَیۡتِ ٱلۡعَتِیقِ)

[سورة الحج 27 - 29]

وايضا قال الله : 

(۞ وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَـٰتࣲ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّی جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامࣰاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّیَّتِیۖ قَالَ لَا یَنَالُ عَهۡدِی ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝ وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَیۡتَ مَثَابَةࣰ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنࣰا وَٱتَّخِذُوا۟ مِن مَّقَامِ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ مُصَلࣰّىۖ وَعَهِدۡنَاۤ إِلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ أَن طَهِّرَا بَیۡتِیَ لِلطَّاۤىِٕفِینَ وَٱلۡعَـٰكِفِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ ۝ وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَـٰذَا بَلَدًا ءَامِنࣰا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِ مَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُم بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۚ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُۥ قَلِیلࣰا ثُمَّ أَضۡطَرُّهُۥۤ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ)

[سورة البقرة 124 - 126]

وقال الله أيضا: (وَإِذۡ یَرۡفَعُ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَیۡتِ وَإِسۡمَـٰعِیلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ ۝ رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَیۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّیَّتِنَاۤ أُمَّةࣰ مُّسۡلِمَةࣰ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَیۡنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ ۝ رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِیهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِكَ وَیُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَیُزَكِّیهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ)

[سورة البقرة 127 - 129]

الحجر الأسود من الجنة الي سيدنا ابراهيم عليه السلام: 

ولما بدأ سيدنا ابراهيم واسماعيل عليهما السلام البناء ووصل البناء الي الركن وأراد سيدنا ابراهيم ان يتميز هذا الركن عن غيره فقال لسيدنا اسماعيل ابحث لي عن حجر يتناسب مع هذا الركن فقال له سيدها اسماعيل : انا كسلان أي انه تعب.

فقال له اباه قم فقام سيدنا اسماعيل.

وبدأ يبحث سيدنا اسماعيل ولم يجد فرجع الي ابيه.

فوجد ان هناك حجراً أبيض موضوع في الركن وسيدنا ابراهيم يكمل البناء.

فقال سيدنا اسماعيل: من اتاك بهذا الحجر؟ 

قال سيدنا ابراهيم: اتاني به من لا يحتاج الي إتكال، ولا يكسل ، جاءني به من الجنة جبريل.

الحجر الأسود جاء من الجنة ، وفي الحديث انه كان أبيض وأصبح اسود نتيجة لذنوب بني آدم.

وإرتفع وقام البناء وذلك بدون طين او اسمنت وكانت عبارة عن حجر ردم ليس بينهما اي شئ ، هذه هي طريقة البناء التي بناها سيدنا ابراهيم والتي علمه الله اياها.

مقام إبراهيم عليه السلام: 

وعندما وصل البناء الي الطول المناسب فطلب من سيدنا اسماعيل ان يأتيه بحجر فوقف عليه سيدنا ابراهيم حافيا عليه السلام فتركت رجله علامة علي الحجر وهكذا أصبح مقام إبراهيم عليه السلام وكان ملتصقاً البيت ، وفي زماننا كان الناس يتزاحمون عليه وذلك ليشاهدوا مقام إبراهيم عليه السلام، فآذي الناس فحركه سيدنا عمر بن الخطاب بمشورة من الصحابة الكرام وأرجعه للمسافة الموجودة حالياً.

وهناك رواية اخري تقول ان المقام الذي وقف علي سيدنا ابراهيم وغاصت قدمه في الطين بهذا المكان حيث وقف طويلاً يتأمل الكعبة المشرفة هل هي مستوية ام لا ، وفي الكعبة اليوم هناك جزء أعلي من جزء وليسوا بنفس الارتفاع.

وأمر الله عز وجل المسلمين بأن يصلوا عند المسجد الحرام في المكان الذي بناه سيدنا ابراهيم واسماعيل عليهما السلام.

What's Your Reaction?

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow