قصة الإسراء والمعراج
معني كلمتي الإسراء والمعراج:-
الإسراء هو يوم ذهاب النبي محمد عليه افضل الصلاه والسلام مع سيدنا جبريل عليه السلام أثناء الليل من المسجد الحرام ( البيت الحرام) في مكة الي المسجد الأقصي في فلسطين ،وذلك عن طريق الناقة المسماة بالبراق.
ومعني كلمة المعراج هي الصعود بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم من المسجد الأقصي في فلسطين الي السماوات العلى حيث الله رب العالمين ، وتم ذكر هذه القصة في القرآن الكريم وفي السنة الشريفة و شهد بها الصحابة.
سبب تلك الرحلة :
لرحلة الإسراء والمعراج أكثر من سبب ، والسبب الأول كان لتخفيف الالام والأحزان علي النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك بسبب الضرر الملحق به من قومه، والسبب الثاني انها كانت تكريماً له وإعلاءا له ، وليعرفَّه الله سبحانه وتعالى مكانته ومنزلته عنده ، وبعد تلك الرحلة بدأت مرحلة جديدة من الدعوة الإسلامية بالإضافة لكونها رحلة تكريم وتشريف لسيدنا محمد صلى الله عليه وعلي آله وصحبه أجمعين، وأيضاً كانت تخفيفاً له عن ما حدث له من قومه من أذي ورفض للدعوة فقد قال الله تعالى: (ذَ ٰلِكَ ٱلۡفَضۡلُ مِنَ ٱللَّهِۚ)
[سورة النساء 70]
والسبب الثالث ان الرحلة ايضا كانت ليشاهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم آيات ومعجزات الله الكبرى حيث قال الله تعالى ( لِنُرِیَهُۥ مِنۡ ءَایَـٰتِنَاۤۚ)
[سورة الإسراء 1]
وذكرت الرحلة في مواضع كثيرة منها :
(لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَایَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰۤ)
[سورة النجم 18]
والسبب الرابع ان الرحلة كانت لتشجيع النبي علي استمرار الدعوة رغم كل الصعوبات التي تواجهه ، وشاهد محمد عليه الصلاة والسلام أيضاً الجنة والنار واشياء آخري.
وقت رحلة الإسراء والمعراج:
هناك تفسيران : الأول تفسير أرخه الأزهري انها تمت قبل الهجرة الي المدينة بعام واحد حيث حدثت بعد رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف والصعوبات التي واجهته والمعاناة هناك في الرحلة، والتفسير الثاني ذكر انها حدثت في السابع والعشرين من رجب من العام الثاني عشر من البعثة.
القصة بالتفصيل:
ذُكرت القصة بالتفصيل في صحيح البخاري حيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام مستلقياً علي ظهره وذلك في بيت أم هاني ففتح سقف المنزل ، وظهر من السقف ملكين علي شكل بشر نقلوا النبي عليه الصلاة والسلام الي الحطيم عند بئر زمزم وقاموا بشق صدره وغسلوه بماء زمزم بالإيمان والحكمة ليتلائم مع ما سيشاهده الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الرحلة المباركة واستعداداً له من الجانب الروحاني ، بعدها جلب سيدنا جبريل عليه السلام ناقة البراق إلي سيدنا محمد وهي أصغر من الفرس وأكبر من الحمار ، عند تثبيت خطوتها تصل الي نهاية طرفها أي ان الخطوة منها تصل إلي مد بصرها، وعند ركوب الدابة تحرك منها ولم يثبت فحدثه سيدنا جبريل عليه السلام وقال له اثبت فلم يركبها أحدٌ خيراً منك ، فثبت الرسول عليه الصلاة والسلام.
تصبب الرسول صلى الله عليه وسلم عرقه الشريف، وتحركت به الدابة الي المسجد الأقصي بالقدس ،
ثم عرج به من المسجد الأقصي الي السماء الدنيا مع جبريل عليه السلام، وكانت أرواح الشهداء جهة اليمين وأرواح الأشقياء جهة اليسار.
ثم ذهب عليه الصلاة والسلام الي السماء الثانية فشاهد سيدنا يحيي وسيدنا عيسي عليهما السلام فقال بالسلام عليهم ، وصعد الي السماء الثالثة فشاهد سيدنا يوسف عليه السلام.
ثم صعد للسماء الرابعة وشاهد سيدنا إدريس عليه السلام ، ثم صعد للسماء الخامسة وشاهد سيدنا هارون عليه السلام ، وفي السماء السادسة شاهد سيدنا موسي عليه السلام ثم شاهد سيدنا ابراهيم في السماء السابعة.
وقد سلم عليه جميع الأنبياء وشهدوا بنبوته ، ثم صعد الي سدرة المنتهى والبيت المعمور ، وصعد فوق السماوات السبع وتحدث مع الله عز وجل وحينئذ فرصت الصلاة وكانت في البداية ٥٠ فرضا.
نزل النبي محمد صلى الله عليه وسلم الي السماء السابعة فقابل سيدنا ابراهيم وقال له علي فروض الصلاة فقال له كثيرٌ علي أمتك فرجع الي الله وطلب منه تقليل العدد وظل ينزل الي الأنبياء بعدها ويقولوا له كثيرٌ علي أمتك ثم يذهب لله فيقلل للعدد حتي اصبحوا ٥ فروض فقط والتي هي موجودة حتي الآن.
وعُرض علي النبي اللبن والخمر، فشرب النبي اللبن وشاهد ما يحدث في الجنة والنار.
الهدف من الرحلة :
١- تعويض ما حدث للنبي من رحلة الطائف حيث لم يقبلوا دعوته وآذوه.
٢- إكرام النبي وتشريفه بهذه الرحلة ورؤيته لآيات الله.
٣- تعويض الله له بعد منعه من دخول المسجد الحرام ففتحت له ابواب السماء ورحب به أهل الجنة.
٤- مواساة الرسول بعد موت زوجته خديجة رضي الله عنها ، وموت عمه ابي طالب.
٥- امتحان إيمان الناس وتوضيح للرسول من الكاذب ومن الصادق حيث ان السفر لبيت المقدس يأخذ فترة ٦٠ يوماً ذهاباً وعودة ، وعندما صدقه سيدنا ابو بكر رضي الله عنه أُطلق عليه الصديق وذلك لتصديقه للنبي عليه الصلاة والسلام لقوله في ذهابه لرحلة الإسراء والمعراج.
٦- صدق الرسول عليه الصلاة والسلام بعد وصفه لقومه ما يعجز بشر عن وصفه مما شاهده في رحلة الإسراء والمعراج.
الدروس المستفادة من قصة الإسراء والمعراج:
١- وجود الله عز وجل بجانب عباده دائماً حيث مهما أعطاهم من المنح والشدائد والصعاب يعوضهم فهذه هي سنة الله تعالي في ترتيب شئون عباده وتعويضهم فمشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم لشدائد ومصاعب عدة في الدعوة منها استهزاء وتكذيب قومه له.
٢- إكرام الله عز وجل للنبي عليه افضل الصلاه والسلام برحلة الإسراء والمعراج.
٣- ان الله سبحانه وتعالي هو خالق الكون فقد اختص الرسول صلى الله عليه وسلم ليريه بعض من تلك الأيات العظيمة.
٤- تبيين عظمة ومكانة المسجد الحرام والمسجد الأقصي للمسلمين والإسلام ، حيث ان الصلاة فيهم يفوق أجرها أجر الصلاة في أي مسجد آخر.
٥- تبيين عظمة وقدر الصلاة فقد فرضت في السماوات العلى فمعني ذلك ان لها مكانة واجرا خاص عند الله.
موقف المشركين من كلام الرسول عن تلك الرحلة:
وعندما حكي الرسول عليه الصلاة والسلام القصة للمشركين لم يصدقوا وكذبوه.
إلا ان سيدنا ابو بكر صدقه عند سماعه من الناس قبل سماعها من الرسول نفسه ، لذلك أطلق عليه ابو بكر الصديق رضي الله عنه لصدقه الدائم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ان كان قال ذلك فقد صدق.
ثم ذهب الي النبي عليه الصلاة والسلام وطلب منه وصف بيت المقدس وذلك طلباً من المشركين ، فقام النبي يوصف لهم بيت المقدس بعد ما ذهب اليه في الرحلة.
----------------------------------------------
وبكدا نكون انتهينا من المقالة ولو عاوز تختبر نفسك فيها اضغط هنــــــــا
What's Your Reaction?